أخبارمجتمع

رضيع عمره لا يتجاوز عام وثلاثة أشهر.. يفترش الأرض ويلتحف السماء أمام دائرة تالسينت

مراسلة – ميمون بوركبة

تحت وطأة جو بارد قارس، يعتصم رجل وزوجته وأبناؤه أمام دائرة تالسينت في مشهد مؤثر ..  مطالبين بربط منزلهم بشبكة الكهرباء، بعد أن سئموا من الوعود الكاذبة، التي لم تتحقق، وباتوا يواجهون صعوبات جمة في حياتهم اليومية بسبب انعدام هذا المورد الأساسي

يُعاني أفراد هذه العائلة من ظروف قاسية، فمع غياب الكهرباء، يضطرون إلى استخدام الشموع والمصابيح اليدوية للإضاءة، كما يواجهون صعوبة في حفظ الطعام بالأجهزة المنزلية في غياب الكهرباء، هذا بالإضافة إلى التأثير النفسي السلبي الذي يسببه العيش في الظلام

المؤسف والخطير في هذه القضية، أن للآسرة رضيع مريض، لا يتجاوز عمره عام وثلاثة أشهر،  يفترش الأرض ويلتحف السماء مع عائلته في جو بارد جدا .. والأخطر من ذلك، أن هذا الرضيع تم نقله قبل ثلاثة أيام إلى مستشفى مدينة الراشيدية في حالة خطيرة بسبب نزلة برد أصابته، وهو الآن يتابع مجموعة من الأدوية، (أنظر الصورة)، وحالته لم تستقر بعد، مما يشكل خطورة عليه في ظل هذا البرد القارس، الذي تشهده المنطقة

يعد اعتصام هذا المواطن ثاني اعتصام يقوم به أمام دائرة تالسينت على نفس المشكل، وقد عبر رب الأسرة عن استيائه الشديد من تجاهل مطالبهم، قائلا: “لقد سئمنا من الوعود التي لم تتحقق، ونطالب بحقنا في الحصول على الكهرباء مثل أي مواطن آخر .. لا نستطيع أن نستمر في العيش في هذه الظروف الصعبة، خاصة في ظل هذا البرد القارس، وإنني عازم على خوض مسيرة على الأقدام لعلها تلفت أنظار المسؤولين إلى قضيتي العادلة

وتُشارك زوجته في التعبير عن شعورها بالظلم، قائلة: “أشعر بالأسى على أطفالي الذين يضطرون إلى العيش في الظلام، ولا يمكنهم الاستمتاع بحقوقهم الأساسية مثل مشاهدة التلفاز واللعب ..  نناشد المسؤولين من أجل النظر في معاناتنا وربط منزلنا بالكهرباء في أقرب وقت ممكن

على الجانب الآخر، تخوض معطلة اعتصاما ومبيتا ليليا رفقة عائلتها، بعد أن تم إقصاؤها من اجتياز مباراة التعليم الأولي، وتقول “سعدية”  في تصريح لجريدة المستقلة بريس : “لقد بذلت قصارى جهدي في التحضير لهذه المباراة، وكنت أمني النفس بالحصول على منصب عمل يضمن لي حياة كريمة .. لكن، تفاجأت بإقصائي دون أي مبرر .. وتضيف ” سعدية “: “لقد تم إقصائي من المباراة لأسباب غير واضحة، بينما نجح آخرون لا يملكون نفس الكفاءة والخبرة

في الأخير، نأمل أن تُلفتُ هذه السطور انتباه المسؤولين إلى ضرورة العمل على حل هذه المشكلة بشكل عاجل، وعلى وجه الخصوص، إنقاذ هذا الرضيع الصغير من البرد القارس، الذي قد يؤثر سلبا على حياته، وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين في جميع أنحاء البلاد وضمان حياة كريمة لهم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق