أثار السيد نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال ووزير التجهيز والماء، جدلا واسعا بعد ظهوره في برنامج حواري على القناة الثانية (نكونو واضحين)، مساء الأحد 5 أكتوبر 2025 بصفته أمينا عاما للحزب وليس كوزير يمثل الحكومة، رغم أن النقاش كان يدور حول الاحتجاجات الشبابية ومواقف الحكومة منها

من وجهة نظرنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، يعد هذا الموقف تهربا من المسؤولية الحكومية، خاصة في ظل موجة الاحتجاجات المتصاعدة التي تطالب بإصلاحات ملموسة وشعارات اجتماعية ملحة، مما يوحي بأن المسؤول الحكومي تجنب دوره كقائد يبقى على ظهر السفينة في الأزمات

تحليلنا يشير إلى أن الفصل بين موقع الوزير الحزبي وموقعه الحكومي يعكس مشكلة عميقة في المشهد السياسي المغربي، حيث لا يسمح الواقع العملي بفصل حقيقي بين الحزب والحكومة، لا سيما في القضايا الاجتماعية الساخنة، وبالأخص في وقت يطالب فيه الشباب بحلول عملية في التعليم والصحة وفرص الشغل .. إذن، ما الذي دفع بركة للظهور بموقف يوحي بتراجع حزب الاستقلال عن تحمل مسؤولياته الحكومية، واكتفائه بخطاب حزبي داخلي بعيد عن النضال الحكومي المباشر ..؟

باختصارشديد، فتح موقف نزار بركة نقاشا هاما حول العلاقة بين الحزب والحكومة، ومسؤولية ممثلي السلطة أمام الشارع، خاصة في لحظات الأزمات الاجتماعية الحاسمة