أخبارجماعات و جهات

زحف الأزبال والقاذورات على مستوصف سيدي طلحة بتطوان

100114

تطوان / حسن لعشير

يبدو أن مسؤولي الجماعة الحضرية لتطوان مصرين على صم آذانهم عما يوجه إليهم من معاناة الساكنة وإغماض عيونهم عما يرونه يوميا من تناقضات متراكمة تقض مضاجع ساكنة المدينة التي تتجرع المرارة أثناء معايشتها ومشاهدتها لأصناف من اللامبالات والتسيب والتجاهل.

ومعلوم أن مدينة تطوان يغلب عليها طابع المشاهد البئيسة، والتي تسيء إلى سمعتها وتزيد من تفاقم حدة تخلفها، هذه المشاهد تتمثل في العديد من الإكراهات المفروضة قسرا على الأمر الواقع، تؤدي بأشخاص إلى الانحراف والوقوع في الإجرام، وهي نتيجة لسياسة المسؤولين القائمين على تسيير وتدبير الشأن المحلي، مع الأسف الشديد فإنهم ينهجون سياسة أنا وما بعدي الطوفان، فمن الطبيعي لا تلد لنا إلا الحالة المأساوية التي نعيشها، ولا نجني منها إلا الثمار “الخامجة” التي لا نجد لا لذة في طعمها ولا ذوق في أكلها، معنى هذا أن أي عمل يقومون به لم ولن تكون له نتيجة فعلية وناجحة، ما دامت بذوره يتم زرعها فوق أرضية تربتها ملوثة بالفساد والميكروبات .. صفوة هذا الكلام، أن أسلوب الارتجالية في التخطيط أصبح سيد الموقف ( نموذج من المشاهد البئيسة ) .. أنظروا إلى الأوضاع البيئية التي يتخبط فيها مستوصف سيدي طلحة، عوض أن يكون مركزا للصحة، فيه يتلقى المرضى علاجهم فإذا به يحتاج إلى تنظيف فضاءاته الخارجية التي تزحف عليها الأزبال والقاذورات، حيث هناك تحديات كبيرة ومثيرة للانتباه يواجهها هذا المستوصف اليتيم والبئيس، لا تنسب في طبيعتها إلى قلة الأطر الطبية ولا إلى ضعف الخدمات الصحية به، ولا إلى هشاشة بنيته، إنما الوضع يتعلق بظاهرة التلوث البيئي .. صحيح، أنه مقام صحي غير ملائم ولا علاقة له بالصحة، بسبب وجود حاويات لجمع النفايات أمام نوافذه، وذلك بتأييد ومباركة من مسؤولي الجماعة الحضرية لتطوان، الذين اعتبروه مكانا مناسبا للأزبال .. وفعلا، أصبح ركنا مهما لجميع أشكال البلايا والمصائب ( مكان للتبول – وضع نفايات الدجاج المذبوح في سوق البلاصا المجاورله – وضع بقايا الخضر والفواكه الناتجة عن السوق العشوائي للخضر الذي أحدث مؤخرا بإيعاز من السلطات المحلية ) هذه البلايا تتسبب في إصدار روائح كريهة تزكم الأنوف، وتتقزز منها النفوس، كما تعمل أيضا على تفريخ الحشرات المضرة تستقبلها نوافذ المستوصف، مما أفرغه من المحتوى الحقيقي الذي أسس من أجله إلى أن أصبح مقام صحي غير ملائم بكل المقاييس، والغاية المرجوة منه ظلت مستبعدة، فالعدوى لا تمس أفواج المرضى الذين يحجون إليه يوميا قصد العلاج، بل حتى عموم المارة أمام هذا المستوصف هم أيضا يتضررون بالروائح الكريهة التي تواجههم، فيحسون بالغبن، بالاستهتار، والاستخفاف المفتعل من قبل مسؤولي الجماعة الحضرية لتطوان كمؤسسة منتخبة من طرف الشعب.

لا يستسيغ عاقل فكرة إحداث مزبلة في شارع رئيسي وسط المدينة وأمام مستوسف حضري، هذا ما تم رصده والتوصل إليه معززا بالصور التي تعد أكثر تعبيرا وأعمق وصفا، لما آلت إليه حالة المستوصف المعني من نتائج لا علاقة لها بالصحة، ولا على المحافظة على البيئة، والجمع بين شيئين متناقضين يدخل ضمن المستحيل، إنها أوضاع تدعو إلى القلق والحسرة، وتنذر بكوارث صحية في مقام صحي غير ملائم .. ولهذا، فإن العديد من المواطنين الذين عبروا للمستقلة بريس عن تذمرهم وسخطهم عن الأوضاع البيئة التي يتخبط فيها هذا المستوصف، كما يطالبون بإيفاد لجنة مختلطة، للوقوف على حجم الأضرار البيئة التي تزحف يوميا لتلويث الفضاءات الخارجية للمستوصف المعني .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق