نافذة على الثقافة و الفن

تاونات: المديرية الإقليمية للتربية الوطنية و التكوين تحتفي بالتميز و تؤسس لقيادة تربوية واضحة المعالم.

بقلم :  عبد الله عزوزي

لكل بداية نهاية، ونهاية الموسم الدراسي بالنسبة للمتوَّجين من التلميذات والتلاميذ على صعيد المؤسسات التربوية بإقليم تاونات انتهى على إيقاعات الاحتفاء والتكريم والمكافأة، وهي إيقاعات وفقرات ستظل ترن بمسامع أبطالها و ضيوفها لردح من الزمن، وعند كل مناسبة تحتفي برواد طلب العلم والمعرفة.

فصباح اليوم، الاثنين 28 رمضان 1437، الموافق ل 04 يونيو 2016، شهدت ملحقة عمالة إقليم تاونات، حفلاً اجتمعت فيه دواعي الفرحة والافتخار من كل ناحية وعلى كل مستوى. فهو حفل نهاية سنة دراسية غنية بالجد و التضحية، وهو احتفاء بالمتفوقين والمتفوقات، الحاصلين والحاصلات على أعلى المعدلات في الامتحانات الإشهادية الوطنية والجهوية والإقليمية، وهو حفل يتزامن وتخليد المواطنين للذكرى السابعة عشر لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مبدع المسيرة التنموية الحديثة، على عرش أسلافه الميامين.ABDELLAH AZZOUZI

فبحضور عامل الإقليم، السيد حسن بالهدفة، والسيد رئيس المجلس الإقليمي، و رؤساء المصالح، والسلطات المحلية والمنتخبة، ومنتدبين عن أكاديمية جهة فاس- مكناس، وبعض المدراء الإقليميون لوزارة التربية الوطنية بالجهة، والعديد من أطر هيئة التدريس والإدارة التربوية، والتلاميذ المُحتفى بهم، وأولياء أمورهم، فضلاً عن فعاليات مدنية وإعلامية،
افتتح الحفل بآيات بينات من الذكر الحكيم، تلتها على مسامع الحضور التلميذة هناء صفور، و بعده وقف الحضور وقفة إجلال واحترام للنشيد الوطني الذي أدته المجموعة الصوتية لإعدادية النهضة، برئاسة الأستاذ الموهوب المهدي مستوي.

ومباشرة بعد هذا الافتتاح الأصيل والمتأصل في ضمير المغاربة، تفضل المدير الإقليمي للتربية الوطنية و التكوين المهني، السيد زهير الشهبي، بإلقاء عرض تفصيلي حول منجزات القطاع خلال الموسم المنصرم، وهي منجزات جعلت، في بعض جوانبها، نجم إقليم تاونات يسطع في سماء الوطن عاليّاً، كالإنجاز الرياضي المتعلق بفوز التلميذ محمد العوادي بالبطولة المدرسية الوطنية في العدو الريفي التي أجريت بمراكش في دجنبر الماضي، وكتتويج مدرسة بني سلمان كحاملة أحسن مشروع مدرسي على الصعيد الوطني، مرورا باحتضان ثانوية المنصور الذهبي التأهيلية لحفل الدورة 11 للمسابقة الجهوية للشعر، وبتنظيم المديرية لحفل انتهاء البرنامج التكويني لأطر الإدارة التربوية بمركز التكوين المستمر، وكذا بتأهل التلميذة سوسن الغرودي للمسابقة العربية لأولم
بياد الرياضيات التي ستحتضنها تونس قريبا، و وصولا باحتلال الإقليم للرتبة الثالثة على صعيد الجهة المتكونة من تسعة أقاليم في نتائج دورة يونيو للباكالوريا بتحقيقه لنسبة نجاح بلغت 52,72 % .

وقبل المرور إلى توزيع الجوائز على نوابغ الإقليم، ارتأت اللجنة الساهرة على ترتيب فقرات حفل التميز أن تبدأ أولاً، في إشارة لا تخلو من اعتراف وتقدير، بتوشيح أربعة رجال من أُسْرة التربية بأوسمة ملكية التي أنعم عليهم بها جلالته، وهم على التوالي السيد أحمد بن علي غازي، مدير مجموعة مدارس أورتزاغ؛ والسيد ادريس بن عبد السلام مزار، أستاذ بنفس المجموعة؛ والسيد عبد الرحمان بن عبد العزيز محب الله، حارس عام بثانوية 16 نونبر الإعدادية؛ والسيد محمد بن علي عزي، أستاذ بمجموعة مدارس عين مديونة.

الحاصلون على أعلى المعدلات بمختلف الشعب والمستويات (ابتدائي/ إعدادي/ ثانوي/ شهادة التقني العالي/ و تربية غير نظامية)، وكذا المتفوقون في المسابقات الخاصة بالإبداع الفردي والجماعي في القصة والمسابقة الإقليمية للقراءة، كان معظمهم تلميذات، وهو أمر مُلفتٌ للنظر و يدعو إلى التأمل ويسائل الطرف الشبه الغائب فيه ألا وهو التلميذ بصيغة المذكر، وقد تم تمكينهن من لوحات إلكترونية (من نوع Samsung Galaxy Tab 3 ) .

الحفل، الذي نُظِّمَ على هامش فقراته معرضٌ صغير عند مدخل القاعة الكبرى لملحقة العمالة من أجل التعريف ببعض الإبداعات والاختراعات التكنولوجية ببعض مؤسسات الإقليم، عَرَف تتويج ثلاث مؤسسات تربوية (مقابل أعلى نسبة نجاح ) بجوائز عبارة عن حواسيب مكتبية، و بفقرة شعرية للتلميذة ندى حجي ساءلت فيها الذات و تحديات الواقع– اختُتِم بقراءة نص برقية الولاء والإخلاص المرفوعة إلى السدة العالية بالله، باسم المدير الإقليمي و نيابة عن كافة الأسرة التربوية بالإقليم، كان جميلا وراقياً بكل ما تحمله الكلمتان من معنى، وساهم في إغنائه وإضفاء الجمالية عليه إبداعات المجموعات الصوتية لكل من الثانويتين الإعداديتين النهضة وللامريم، و كل ذلك بتأطير أساتذة أجلاء جمعوا بين فن التربية و الموسيقى، فمنحوا الحضور لحظات جميلة و راقية، ستبقى عصية على النسيان.

بقي هنا فقط تقديم توصية متواضعة تتعلق بضرورة اعتماد توثيق مثل هكذا أنشطة بكاميرا محترفة لحظةً بلحظة بهدف خلق مكتبة مرئية تابعة للمديرية الإقليمية قد يعاد استثمار مواردها الرقمية تربويا وبيداغوجيا. فمن شأن الفقرات التي تم بها تأثيث الحفل أن تُوَّلِّدَ حافزا ذاتيا وجماعيا لدى الأفراد والمؤسسات. فلا نستبعد أن تخلق مشاهدة حفل تتويج كهذا من طرف باقي تلاميذ الإقليم المقبلين على كل الاستحقاقات الإشهادية المقبلة حافزا وحماسا قادرا على إحداث الفارق وخلق التأثير الإيجابي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق