أخبارمنبر حر

ميوعة منابر إعلامية و دناءة برنامج “رشيد شو”

عبد الصمد لفضالي

يظLAFDALIهر جليا بمعظم الصحف و المجلات العربية بما فيها مجلات و صحف مغربية، انعدام الحس الثقافي و الأخلاقي، وذلك بما ينشر في صفحاتها المخصصة للفن .. فما معنى أن يقدم كتاب الرأي من مفكرين و باحثين عصارة أفكارهم في مجالات الأخلاق والمعرفة ثم نجد في الصفحات التي تلي هذه الآراء أخبار و صور ” فنانين ” تفوح منها روائح التمييع و دناءة الأخلاق، مما يتناقض مع ما يسعى إليه كتاب الرأي – في نفس الجريدة – من توعية و تربية اجتماعية و أخلاقية، وكمثال على ذلك، تصريح أحد المغنيين أترفع عن ذكر اسمه و أسماء أمثاله من ” فناني ” بعض الكباريهات التي يشرف عليها مفسدون في الأرض، ينشطون في تجارة الدعارة و القوادة و القمار، حيث قال هذا المغني في تصريحه بأنه كان يقوم بتكحيل عينه و صباغة رأسه قبل أن يدخل في المنافسة مع مغني آخر من صنفه، فهل هذه البذاءة تستحق النشر ..؟ و كذلك تصريح مغنية لبنانية بنفس الجريدة، تقول بأنها تساند المغني المتهم حتى و لو ثبت أنه مدان، مضيفة بأن شخص كمثله لديه كم كبير من المشاهدات على موقع ” اليوتوب ” يستحيل أن يخطئ .. فهل هذا الهراء يستحق حتى الإشارة إليه ..؟ كما أنه مقارنة مع ” منطق ” هذه المغنية حول استشهادها بكثرة المشاهدات، فإننا نقول لها، هل ارتفاع عدد مدمني المخدرات يعني بأن هذه المخدرات غير ضارة ..؟.

لسنا ضد الفن الذي يعني في تعريفه العام استثمار وقت الفراغ في تهذيب النفس و الرقي بالذوق والأخلاق، و طرح المشاكل الاجتماعية و السياسية من أجل معالجتها، فهكذا بدأ الفن و المسرح عند الإغريق وغيرهم من الحضارات القديمة .. و لكن، ضد ” فن ” تمجيد الميوعة و البذاءة، و تضييع الوقت في ما يدمر الأخلاق، فهل هذا راجع إلى تسيير هذه المنابر الإعلامية من طرف مشرفين غير واعين بتناقضات ما ينشر بجرائدهم و صحفهم ..؟ أم ذلك يرجع إلى التهافت المادي للرفع من مبيعات أعداد نسخ جرائدهم على حساب شرف المهنة ..؟ .

إن المجتمعات لم تتأخر إلا بترجيحها لكفة الفن و اللهو و اللعب على كفة العمل، فواقعيا فإن غرس شجرة في خمس دقائق خير من هدر سنوات طويلة في تعلم الرقص و الغناء، و برنامج واحد أو حلقة واحدة لتحفيز الشباب على الابتكار العلمي و التصنيع، خير من مليون حلقة من برنامج ” رشيد شو ” و غيره من المسابقات الغنائية المبرمجة بمعظم القنوات العربية من طرف قوى تناهض تقدم هذه المجتمعات، وفي هذا السياق، فإن هذا الكم الهائل من ” الأساتذة والمتخصصين” في الرقص و الغناء الذين ابتلينا بهم، لو كان لنا مثلهم عددا من المتخصصين في الفيزياء و الرياضيات و وعلوم الفضاء، لكنا في طليعة الأمم التي تتحكم في مصائرها، فاعتبروا يا أولي الألباب .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق