أخباركلمة النقابة

النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة تطوي الصفحة التاسعة عشر من عمرها .. !

تحيي النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة سنة 2018، ذكرى تأسيسها التاسعة عشر، وهي مناسبة، تستحضر فيها تجربتها النقابية والتنظيمية، ولن يُفوت مناضلوها مناسبة الذكرى، دون أن يسائلوا تجربتهم، ويقيموها في أفق صقلها، وتطويرها، حتى تكون كما عبروا عن ذلك في أكثر من مناسبة، ومن دون شك، أن فرصة الذكرى ستكون لقاء لتجديد العهد والالتزام، على السير بالنقابة نحو المستقبل، الذي يتطلع إليه منخرطوها والمتعاطفون مع خطها النضالي والنقابي.

من حق مناضلي النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، الاحتفال بذكرى تأسيسها، لأن مجرد ولادتها في أواخر التسعينات من القرن الماضي، كان معجزة وتحديا للوبيات، التي لم تكن تعترف بالتعددية النقابية، في المشهد الإعلامي والصحفي الوطني .. ومن خانته الذاكرة، سيجد في ولادة النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، يوم 29 يناير 1999، المنعطف الذي هز أركان من كانوا يعتبرون أنفسهم أولياء النعمة، وسدنة الفرعون في العمل النقابي، وقد كان للمؤسسين للنقابة، شرف استمرارها، وسيحفظ لهم التاريخ تلك الشجاعة والتمرد على كل الحواجز والقيود، التي كانت تحول دون ميلاد هذه النقابة، التي شكلت نموذجا طلائعيا، بالنسبة لمن كان في الساحة الإعلامية والصحفية على الخصوص، ولن تنسى النقابة أبدا، هذا التحدي والجرأة، اللذين أبان عنهما المؤسسون، وبخاصة منهم الذين لا يزالون يحافظون على استمراريتها، بما في ذلك الذين غادروها لظروف أكبر من إمكانياتهم، ولم يقووا على الصمود والمواجهة .. الذين كانوا يستعجلون موتها ونهاية وجودها، للأسباب التي يحتفظون لأنفسهم بها .. وها هي النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة إلى اليوم، وفي ظل كل التحديات والإكراهات، التي تواجهها، لازالت تمثل الرقم الصعب في المعادلة النقابية الإعلامية في الوطن، رافعة أمام خصومها سلاح التحدي النقابي المسؤول، الذي لا يساوم على الانتهاكات والتجاوزات، التي تمس بحقوق المهنيين، مهما كانت الجهات المسؤولة عنها، والاشتغال على كل الجبهات لفرض وتكريس شرعية الممارسة الإعلامية المواطنة، في جميع مجالات التعبير عنها، ومواجهة كل المخططات الهادفة إلى تقليص المكاسب، التي يتمتع بها الإعلاميون على اختلاف مهنهم، من الصحافة المكتوبة حتى أرقى أدوات التواصل الإعلامي، والبحث عن ما يعزز قوة وظائفهم في الوطن، في أفق كسب رهان فرض سلطة الرأي العام، التي يمثلونها في كل وسائل الإعلام، وإبراز مقومات سلطاتهم الرابعة في المشهد السياسي الوطني.

هكذا هي النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، في ذكراها التاسعة عشر (19)، وستظل النواة الصلبة للعمل النقابي الإعلامي الهادف، والمنتج والمتطور والمواطن، ولن يوقفها من يلهتون وراء تلميع وجودهم على حساب الآخرين، وستنجز كل البرامج التي تقررها مركزيا وجهويا، بفضل حماس مناضليها والمتعاطفين مع توجهاتها، وستكون الحصن الآمن لكل من يرغب في الارتقاء بالمنتوج الإعلامي في الوطن بمواصفاته، التي تحترم أخلاقيات المهنة، والقواعد والقيم، التي توجه الإعلام المسؤول والديمقراطي والحداثي.

إن ما يختاره أعضاء النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، بحرية واقتناع في كل مواقعهم النقابية، والمهام التي يمارسونها بتلقائية ونكران ذات، لا توجههم فيها القيم النفعية والسلطوية الفاسدة، كما هو حال مشهدنا النقابي والحزبي في النماذج التي لم تمارس النقد والنقد الذاتي، وتطوير تجاربها حتى الآن، والتي تعتبر النخب التي يتحكم فيها المصدر الوحيد للحركة والفعل والاجتهاد، مع أنها مجرد نخب مكلفة بهذه المهام، وليست منزهة عن النقد والمحاسبة على التقصير في القيام بهذه المهام المتاحة للجميع، وفق المنظومة القانونية، التي يخضع لها الجميع، بعيدا عن الأنماط المختلفة، التي تمنع المحسوبين عليها من الارتقاء لوعيهم وسلوكهم في الأداة التنظيمية، التي يريدون أن تكون معبرة عن المشروع الذي يتطلعون إلى بنائه في محيطهم الاقتصادي، والسياسي والاجتماعي والثقافي،لأن التنظيم النقابي أو الحزبي أو السياسي العاجز على تمكين المنتسبين إليه من القدرة على الحركة والقول، والاجتهاد والإبداع، لا يجب أن يدافع عن هوية وجوده، وعن التصور الذي يريد تكريسه في المجتمع، ولا أمل في مستقبله إن كان سيكرس الثقافة التنظيمية السائدة، وهذا ما يجب أن تكون عليه الممارسة السياسية، أو النقابية أو المدنية النزيهة .. ناهيك عن أن منهجنا النقدي والتنويري في النقابة، يفتح لنا الأبواب المغلقة، ويفضح المسكوت عنه في كل الموضوعات والقضايا، التي ندرسها، أو تلك التي نكون ملزمين بالتعبير عن مواقفنا فيها، سواء التي تخص المشهد الإعلامي أو النقابي أو السياسي أو الثقافي، وحتى الاجتماعي، والتي نحرص دائما على بذل المجهود التحليلي الذي تتطلبه، مع التأكيد على شرعية موقفنا النقابي المستقل اتجاهها، بعيدا عن الابتزاز والاستفزاز، الذي لا يخدم أي أحد، ودون السقوط في لغة المزايدات الرخيصة، التي تؤثر على قوة مواقفنا أو قراراتنا، ودون اللجوء إلى المناورات، التي تضر بشرعية المواقف المتخذة حولها أيضا.

مرة أخرى .. نؤكد، أن ميلاد نقابتنا فرضه الواقع المرضي، الذي كان عليه العمل النقابي في المشهد الإعلامي، وكرسته إرادة الضمائر الحية، التي كانت تبحث عن الأسلم والأرقى في الممارسة النقابية، التي تمكن الصحافيين والإعلاميين على اختلاف مواقعهم من تحصين حقوقهم، وتعبيد الطريق أمامهم لتحسين أوضاعهم، وترجمة طموحاتهم المشروعة في التطور والرقي في القطاع، ولن نفتح صفحات الماضي بهذه المناسبة السعيدة، دون أن نترحم على أرواح الزملاء الذين شاركونا هم التأسيس خلال العشرية الأخيرة من القرن الماضي، الذين رحلوا عن عالمنا إلى دار البقاء، ويتعلق الأمر بالمسمين قيد حياتهم .. الأساتذة محمد لرزا .. قاسم الفيلالي ومحمد إذامغار، الذين لم يتخلفوا عن البقاء في صفوف النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، ولهم منا استمرار الوفاء على المبادئ، التي تجمعنا في هذه النقابة العتيدة، وسنظل على الاختيار الذي آمنا به جميعا، وذلك هي الرسالة التي ينقلها المناضلون لبعضهم البعض، مهما كانت الظروف والتحديات التي تواجههم.

إن النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، لا تدع النجومية والتحدي، وهي تحتفل بمناسبة ذكرى تأسيسها، ولن تكون كذلك، بقدر ما تعتبر تجربتها جزءا من تجربة كل الذين يشاركونها الهم النقابي والنضالي، حتى وإن اختلفت معهم في شروط هذا النضال النقابي، والمبادئ التي يجب أن تتحكم فيه، وهي في هذا الإطار، تتطلع إلى أن ينخرط الجميع في جبهة وحدوية لمواجهة كل التجاوزات، والمناورات التي تهدد المصالح المهنية والقانونية والاقتصادية، وكذا الاجتماعية لعامة الإعلاميين والصحافيين، ولما يتم تحضيره وراء الكواليس والأروقة المظلمة، سواء تعلق الأمر بالقوانين أو المؤسسات، التي تشرف على الإعلام والصحافة .. والأمل كبير، في انبثاق الإحساس بالمخاطر، التي لا زالت تتربص بمهنيي قطاع الإعلام والصحافة في الوقت الحاضر والمستقبل .. وستظل النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، على شعاراتها الوحدوية التي تأسست عليها، ولن تتخلف عن أي معركة ترى فيها ما يعزز منظومة الحقوق والمصالح، وتحقيق المكاسب، لفائدة المهنيين عموما، وسنكون سعداء بمساهمة ومشاركة من يحملون معنا همومنا اليومية، وجملة من ما نتطلع إليه لضمان مستقبل الإعلام ببلادنا، رغم كل ما يحاول خصومنا، المحسوبين على الصحافة تعسفا القيام به على أكثر من صعيد .. وتلك هي كلمة السر النضالي التي يلتف حولها جميع المحسوبين على أمة الإعلام والصحافة في نقابتنا، التي تجسد المنظمة النقابية النموذجية المناضلة، وتعد من الأشجار المثمرة، التي تضرب بالحجارة من طرف (الصعاليك)، ولا يسعنا، إلا الافتخار بسلامة تصرفنا طيلة تواجدنا فيها، ونؤكد مرة أخرى، أننا لا نلي بالا لما يقوم به الفاشلون، لأننا نؤمن أشد الإيمان، بأن من يحمل مشروعا مجتمعيا، يرمي إلى محاربة الفساد، فمصيره دائما المواجهة بكل الوسائل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق