أحزاب و نقاباتأخبار

لا أحد يتمتع في مشهدنا الحزبي والسياسي بالحصانة من المساءلة المجتمعية ..!

أخنوش

لن نختلف معك يا وزيرنا في الفلاحة والصيد البحري في الحق في النجاح الشخصي .. لكن، في المسؤولية العامة، الوضع مختلف .. فالنجاح فيها يتوقف على مدى حكم البراءة من المساءلة المجتمعية .. ونعتقد أن جميع السياسيين ملزمون بأداء فاتورة المسؤولية العامة التي لا تكون في صالحهم دائما، ويمكنكم يا وزير االفلاحة والصيد البحري الإيمان بذلك من خلال مسؤوليتكم الحزبية على رأس حزب التجمع الوطني للأحرار التي قد لا تنته كما تتصورونها حتى وإن كان ميزان القوى لصالحكم اليوم.

لا أحد فعلا في مشهدنا الحزبي والسياسي محصن من المساءلة المجتمعية التي تبحث في أدق تفاصيل التجربة الحزبية والسياسية الفردية أو الجماعية .. ونتمنى أن تكون في صالحكم من خلال مسؤوليتكم الحكومية والحزبية، انطلاقا من ما نعرفه عنكم والمتداول في الشارع عن نجاحكم في تدبير القطاع الفلاحي عبر المخطط الأخضر والتنمية القروية، وفي العمل الحزبي الذي حققتم فيه الصحوة التنظيمية التي يعيشها حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي وصل إلى اقتراح برنامجه الانتخابي “مسار الثقة” قبل الانتخابات التشريعية المقبلة للنقاش العمومي الذي يتمحور حول التعليم .. الصحة والشغل، والذي تعتبرون تحقيقه بانخراط الكفاءات الوطنية في السياسة، دون أن تشرحون طبيعة هذه المشاركة وآلياتها ومناخها، مما يطرح أكثر من علامة استفهام حول الأرقام المالية التي عبرتم عنها في الجامعة الصيفية لشبيبة حزبكم في مراكش.

ما يهمنا بالنسبة لكم يا زعيم التجمع الوطني للأحرار، هو أنه من السهل بناء القصور في الرمال .. لكن، من الصعوبة المحافظة عليها فوقها، كما أن الحصانة في العمل السياسي محفوفة بالمخاطر المحتملة من داخل الحزب، ناهيك عن مراقبة كاميرات الصحافة والإعلام التي تبحث في أدق الجزئيات والتفاصيل لمنح الباحث عن النجاح من الوصول إليه وصيانته .. وللتذكير، فإن قناعتنا كجزء من الرأي العام الوطني هو أنه لا أحد في المشهد الحكومي أو الحزبي أو النقابي مؤمن من المساءلة المجتمعية التي أصبحت وسائلها متعددة ومتطورة، وأن الشعب المغربي بعد تصويته على دستور 2011، أصبح يملك آلية دستورية تتجلى في مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، وأصبح من الصعب استثناء أي طرف من المراقبة والمحاسبة والمتابعة .. وبالتالي، يمكن أن نقول باستحالة الحصانة من المساءلة المجتمعية لكل الفاعلين في الشأن العام، سواء كان في موقع القرار أو خارجه .. لذلك، ننصحكم يا وزيرنا في الفلاحة والصيد البحري  بعدم التسرع في التعبير عن مواقفكم ضد خصومكم، فما هو متاح اليوم قد لا يستمر غدا، والصيرورة تأتي على الأخضر واليابس في الكثير من الأحيان، فبالأحرى في العمل السياسي والحزبي الذي يتحكم فيه نبض الشارع الذي قد لا تستطيعون الاستجابة لمطالبه.

أنتم يا رئيس التجمع الوطني للأحرار على علم و وعي بالتحديات والإكراهات التي تواجه الممارس للعمل في الشأن العام، وما يكلف صاحبه دائما من تضحيات لا يمكنه تحملها .. خصوصا، في شروط الواقع المغربي التي لا يمكن التحكم في جميع خلفياتها .. ونعتقد في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، أن تجارب باقي الأحزاب أمامكم بما فيها تجربة التجمع الوطني للأحرار، الذي راكم على مر تاريخه منذ تجربة أحمد عصمان ما يكفي لاستخلاص الدروس والعبر التي قد تساعدكم على تمهيد الطريق لحزبكم للعودة إلى رئاسة الحكومة من جديد، وسنرى في القادم من الأيام مدى التزامكم بما تقدمونه اليوم من التزامات للمواطنين .. خصوصا، إذا فزتم في الانتخابات البرلمانية المقبلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق