أخبارللمستقلة رأي

النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة تستنكر الاستخفاف بعقول المغاربة في قنوات التواصل الاجتماعي

إن كنا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، لا نقبل لصحافة الإعلام المأجور لأعداء الوطن والموجه للفضح والتشهير المجاني، فإن ذلك لا يعني بالضرورة القبول بتجاوزات من يطلون علينا من قنوات التواصل الاجتماعي من أجل تبخيس الممارسة المهنية، التي لا يملكون الحد الأدنى منها، حتى وإن كنا نؤمن حتى النخاع بهذا الإعلام الشعبي البديل، الذي أصبح يسيطر على المشهد الصحفي الوطني .. لكننا، نرفض توجيهه نحو تصفية الحسابات في القضايا التي يتناولها، والتي لا تمثل القضايا المجتمعية الأساسية كما تترجمها خرجات هؤلاء اليوم، التي لا تهم إطلاقا الملفات الكبرى، التي تهم عن قرب كل جوانب معيشنا اليومي الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي، الذي وصل في نظر البعض إلى إرسال قناعاتهم الخاصة كأنها قناعات الجميع، وأحيانا دون الحد الأدنى من الشعور بالمسؤولية، وكأنه لا أمل في الحاضر والمستقبل، كهؤلاء الذين يتحدثون وبثقة مبالغ فيها عن وجهات نظرهم الانطباعية، و أولائك الذين وجدوا أنفسهم مؤهلين لإصدار أحكام قيمة عن الآخرين

أنه الوعي السلبي الذي يجب التمييز فيه بين الوعي الصحيح والنقدي المسؤول، الذي يعرض جوانب الضعف والانحراف والموضوعية والوعي السلبي النقدي الجاهز الذي يساعد على الإقناع والتقييم السليم، الذي تكون نتائجه السلبية أحيانا أخطر واشر كارثية في التعبير عنه، والذي أصبح ملاذا لمن يريدون فرض السذاجة والفهم المغلوط في القضايا المطروحة على المجتمع، المتعلقة بالحرية والديمقراطية والعدالة والحكامة، حتى لو كانت الفئات الاجتماعية المستهدفة من هذه القراءات المستفزة والمفرملة والانتهازية في أقصى أهدافها المباشرة أو غير المباشرة إلى حد الاستخفاف بالعقول التي يتاح لها متابعة هذه الأطياف العاجزة عن تقديم البدائل والحلول المطلوبة من مساهماتهم التي ترتقبها كل الفئات المجتمعية، بغض النظر عن مستواها و وسائط انخراطها في استهلاك هذه الرؤى كمقالات عامة أو متخصصة أو تعليقات لمناطق وجوانب الأزمة الحقيقية الملموسة والرمزية، وسواء كنا كما يقول هؤلاء في ظل ما نحن مجبرون عليه في واقع اللادولة واللاثقافة واللاحياة حزبية ونقابية ورياضية، فإن هذا الوعي السلبي يجب أن يعبر عن مصادرها وخلفياتها الغير معبر عنها حتى الآن، وتجعل مهمتها مجرد كلام مستباح ومستفز وبدون شرعية في التعبير عنه مهنيا وقانونيا ودستوريا

في هذا الوعي السلبي الذي يبحث له عن المساحة في وعي المواطنين، نجد نصف العجلة التي توجه هذا الوعي السلبي عبر شماعات التخوين التي لا تفرق بين الضحية والجلاد والمتهم والبريء والصالح والطالح في كل مجالات واقعنا الوطني في شموليته، التي لا تخفى على الجميع ولا يملك من يتابعها إلا التماس العذر لأصحابها المرضى بالحول والحقد التي تبررها وجهات نظرهم المغرقة في التشاؤم والكراهية، وفي أدوات العبير عنها المتاحة في السياسة والاقتصاد والفكر والفن، وبالاختصار الذي يكشف عن محدودية التعاطي مع الواقع يبدو السلبي والتخويني الذي يمكن أن يكون مقبولا من المواطن العادي الذي يفتقر إلى الرؤيا والمنهج الذي يسمح له بالتعبير عن الموقف الصحيح، أما أن يكون المعنيون بإنتاج الرأي العام وعرض الخلاصات والحلول، فهذا يجسد قمة الإجرام في حق الوطن والمواطنين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق