إن ما يجري في غزة والضفة من مواجهات مسلحة عقب ضربة الطوفان الأقصى يؤكد بالملموس على استمرار سياسة العداء والانتقام، التي تقوم بها إسرائيل ضد الفلسطينيين، بعد كل مقاومة فلسطينية مشروعة ضد الاعتداءات على الفلسطينيين على امتداد قطاع غزة والضفة الغربية، وتترجم هذه الأحداث المواقف الأمريكية الغربية والأوربية الأمريكية المدعمة لاستمرار إسرائيل في العنف العدمي، الذي تمارسه على الفلسطينيين ومقاومتهم منذ مائة عام من نشأة هذا الكيان الصهيوني الاستعماري، والتي يريد الغرب الإبقاء على أوضاعها الكارثية إلى أجل غير مسمى، وترسيخ شرعية دولة إسرائيل المرفوضة إقليميا وعالميا
نحن في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة، لن نختلف مع من يعارضون قتل الأبرياء والمدنيين عموما، كما فعلت حركة حماس في عملية طوفان الأقصى، التي يدفع الغزيون الفلسطينيون ثمنها عبر الحصار والهدم والقتل، التي لا تفرق فيها إسرائيل بين المنتمين لحماس وعامة الفلسطينيين المدنيين، الذين لايؤمنون بإيديولوجية حماس منذ انقلابها على السلطة الفلسطينية في رام اللـه، وإن حققت المقاومة الفلسطينية اليوم هذا الانتصار على قوة الضمار الإسرائيلي العسكرية والاستخباراتية .. لإن ذلك، لا يمنح الشرعية لإسرائيل في الضرب والتجويع والتقتيل في غزة، ومطالبتهم بالإجلاء عنها دون قيد أو شرط .. ولذلك، فإن ضربة طوفان الأقصى لم تكن سوى احتجاجا من حماس ضد سياسة التطبيع العربي مع إسرائيل، التي تعتبرها إنهاء للمقاومة وإدماجا لإسرائيل في المحيط العربي والإسلامي
إننا في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة .. إذ، نعارض سياسة القوة المفرطة للعنف في إسرائيل ضد الفلسطينيين، نؤكد على أن الفلسطينيين المدنيين أبرياء من التهمة الإسرائيلية الجاهزة، التي تتحملها حماس فقط وإسرائيل، التي لا تعترف بالقرارات الدولية، وبالنضال الوطني الفلسطيني من أجل الاستقلال وإقامة الدولة على عاصمتها القدس الشريف .. كما أن معطيات الأحداث الجارية اليوم تثبت ضرورة عودة حماس إلى رحم الإجماع الفلسطيني، والعودة إلى رحم منظمة التحرير الفلسطينية، التي تمثل الممثل الشرعي الوحيد للفلسطينيين في الداخل والخارج .. كما أن بقاء حماس خارج منظمة التحرير يشوه سمعة الفلسطينيين في المنتظم الدولي، ويجعل الانقسام الراهن بين فتح وحماس سببا في تأخر المفاوضات، وإنهاء الصراع المسلح بين الفلسطينيين والإسرائيليين
ما ينبغي الوقوف عنده في عملية طوفان الأقصى، هو تصرفات الإعلام الارتزاقي والمصلحي، سواء في الغرب أو في عالمنا العربي و الإسلامي، الذي يلهث نحو رفع المشاهدات لزيادة العائدات المالية من متابعته لهذه القضية كعراب ومسوق للمواقف ضد الإسرائيليين والفلسطينيين، وحتى لا تكون هناك وحدة للمواقف المسؤولة التي يمكن أن تعبر عنها الأطراف العربية والإسلامية والفلسطينية لخلخلة الواقع الراهن، وإيجاد الحلول الحاسمة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وإنهاء هذه المأساة الإنسانية التي لا زالت تحول دون تحقيق السلم في المنطقة، وتمنع استمرار العربدة الصهيونية التي يدعمها الغرب دفاعا عن مصالحه الجيوستراتيجية والاستعمارية
