حوارات

حوار مع د. أيمن علي، الأمين العام لاتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا

حاورته / فوزية محمد الجوهري- تركيا.

نبذة عن الدكتور أيمن علي:

– الدكتور أيمن علي، مصري الأصل مقيم بالنمسا.
– عمله الأصلي طبيب أطفال.
– الأمين العام لاتحاد المنظمات الإسلامية في أوربا للدورتين الماضيتين 2006- 2010 و2010 – 2014.
– مسؤول سابق لقسم الشباب والطلاب بمنطقة الشرق الأوسط ومنطقة البلقان.
– مسؤول المشروعات المركزية فى حملة الأسرة المسلمة التي أطلقها الاتحاد سنة 2009.
– يعمل في الاتحاد منذ ما يزيد عن 17 سنة

من الطب إلى ميدان العمل الإسلامي ما السبب في هذا المنحى ..؟
يبقى الطب لا شك مهنة إنسانية رفيعة ولا زالت هي مهنتي الوحيدة، لكن المُطّلِع على أوضاع المسلمين في أوروبا لا أظنه يختلف على أن العمل الدعوي وخدمة الجالية الإسلامية يصبح فرض عين أحيانا. وأنا أجد نفسي في العمل الإسلامي مثلما أجد نفسي في الطب، وفي الأخير هي رسالة للإنسان المسلم بينه وبين نفسه، وبينه وبين الله سبحانه وتعالى تتحقق من خلال الطب أو من خلال العمل الإسلامي، المهم أن تكون هناك قناعة في ما يفعله الإنسان.

لكن من المؤكد أن هناك أمرما دفع بالدكتور أيمن أن يتجه للعمل الإنساني ويتخلى عن مهنة الطب ..؟.
نعم كانت البداية من مصر، حيث أنني كنت أعمل في الطب وأنشط في مجال العمل الخيري والإغاثي من خلال لجنة الإغاثة الإنسانية بنقابة الأطباء، وأدى انتقالي إلى البلقان وبالتحديد إلى ألبانيا ومشاركتي في الإغاثة الطبية إلى إدراك عِظَم دور ومسؤلية العمل الخيري الإسلامي، كَيَدٍ طولى لخدمة المشروع الإسلامي الكبير، فحصل الشخت من الطب إلى العمل الخيري والإغاثي .. وهكذا، كانت البداية في الطب، ثم الطب والعمل الخيري داخل مصر، ثم الطب والعمل الخيري في منطقة من مناطق المسلمين التي كانت خرجت من الشيوعية لِتَوِّها في بداية التسعينات، ثم استغرقني العمل الخيري والعمل الإغاثي فوجدت فيه ضالتي، وإن كان حبي للطب لازال قائما
هل للدكتور أن يحدثنا باختصار عن نشاطاته الدعوية والخيرية ومراحلها ..؟
العمل الدعوي الحالي هو الأمانة العامة لاتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، وهذا الاتحاد هو واحد من أكبر المؤسسات الإسلامية في أوروبا، إلى جانب التجمعات التركية أو التجمعات من شبه القارة الهندية، خصوصا في بريطانيا وما حولها .. لكن، من حيث تنوع الفهم الإسلامي ومن حيث المشروع الإسلامي الكبير الكامل أقولها بدون تعصب اتحاد المنظمات يمثل الفكر الوسطي وهو مؤسسة كبيرة ومتشعبة شرقا وغربا، سواء مؤسساتها المركزية الكبرى: مجلس البحوث الذي أنشأ بمبادرة من الاتحاد قبل 12 سنة تحديدا، وكذلك المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية، منتدى الشباب إلى آخره .. إلى جانب المؤسسات الإسلامية التي تنتشر في الشرق والغرب .. صحيح أن إدارة اتحاد العمل هي إدارة لا مركزية، بمعنى أن كل مؤسسة من هذه المؤسسات وفي كل قطر لديها إداراتها التي تباشر العمل الميداني وتباشر وضع الخطط وتنفيذها، لكن، بالتأكيد متابعة هذه الأعمال جميعا من خلال الأمانة العامة، هو عمل شاق وإن كان يأخذ الطابع الإداري، إلا أنه هو خادم للدعوة .. وبالتالي، أنا أعتبر أن جلوسي أحيانا على المكتب أو السفر أو الأعمال الأخرى، هو عبادة اللـه سبحانه وتعالى، مثلما نتعبده في أوقات أخرى بالصلاة والزكاة.

وما هي النشاطات الخيرية حاليا ..؟.
ما زالت قائمة، مازال هوايا بلقانيا، حيث أقمت لسنوات أنشط من خلال عدد من المؤسسات المحلية التي تعمل في الأنشطة الخيرية في تلك المناطق بالذات، في مجالات العمل التنموي، ليس العمل الإغاثي بمعناه الحرفي، يعني زيت وسكر ومساعدات مالية وهكذا .. وإنما لبناء الطاقات والقدرات البشرية التي تتحمل المسؤولية، وهو مشروع نعتبره في جوهره اليد العليا ..

نفهم من هذا أنك ابتدأت العمل الإغاثي بإغاثة اللهفان ثم تطور بحكم الكوارث والأزمات إلى الاهتمام بالكوادر البشرية ..؟.
البداية، لم تكن بمؤسسة إغاثية بالمعنى الإغاثي، ولكن، كانت مؤسسة تهتم بالجوانب التعليمية والجوانب التطويرية، ثم تطور هذا إلى العمل التنموي إلى إعداد الكوادر من أبناء البلاد الأصليين لتحمل هذه المسؤوليات جميعا .. وبالتالي، الحفاظ على مكتسبات المسلمين أو المؤسسات الخيرية في تلك البلاد، ودورنا يكمن في هيكلتها وتأطيرها .. وهناك عدد كبير من المؤسسات الإسلامية تقوم أيضا بهذا الدور، لأنه لا يمكن أن يُحتكر في مؤسسة واحدة، صحيح، أن المؤسسات الخيرية تتباين في قدراتها وفي حجم الدعم الذي تقدمه في الميدان، لكن أنا أتصور أن هناك تيار عام، هذا التيار يضم العشرات من المؤسسات الإسلامية التي تعي أن رسالة الإسلام في هذه الفترة وفي تلك المناطق لا يمكن أن تحملها لا حكومة ولا شعب من الشعوب، وإنما تحملها مؤسسات خيرية ذات رسالة، وقبل أن تكون رسالة إسلامية فهي رسالة إنسانية في جوهرها العام .

هل للاتحاد المنظمات الإسلامية استراتيجيات جديدة أمام المتغيرات والتحديات على الساحة الأوروبية ..؟.
طبعا الاتحاد له رؤية إستراتيجية أعدت قبل سنوات، لكن يتجمد عند نقطة معينة، من يتصور أن الرؤية التي أعدت قبل سنوات لا يمكن أن يطرأ عليها تعديلا مع هذه التحديات، ومع هذه المتغيرات التي تعتري عالم اليوم بين لحظة وأخرى، إذا فحتى هذه الرؤية التي اعتمدها الاتحاد يحدث عليها استدراك وتغيير وتعديل من وقت إلى آخر، بحيث تتلاءم مع التحديات أو تواكب التحديات التي يتعرض لها المسلمون، وهذه الرؤية المعتمدة إلى الآن، هي العمل على استقرار الوجود الإسلامي في أوروبا ترسيخا وتمكينا، من التعريف بالإسلام والإعلاء من قيمة المسلمين المتواجدين هنا في أوروبا، وتمكينهم من القيام بالدور الحضاري الذي يليق بهم في وسط المجتمع الأوروبي الذي نعتبر أنفسنا جزء لا يتجزأ منه.

ماعلاقة الإتحاد بالمؤسسات الإسلامية الموجودة على الساحة الأوروبية، هل هي علاقة تكامل ..؟.
بالطبع، هي كذلك، لا نريد أن نستغرق في التفاؤل لكن، الصورة في مجملها إيجابية، لماذا هي إيجابية ..؟ لأننا أولا ننطلق من أدبياتنا، وأدبياتنا تقول، إن الساحة الإسلامية لا يمكن أن تحتكرها مؤسسة أو يحتكرها طيار بعينه، وإنما المشروع الإسلامي مشروع كبير يتسع لكل الجهود القائمة، وأكثر منها، بشرط أن يكون هناك إجماع على الحد الأدنى، نحن لا نتحدث عن التَّوَحد أو التجمع في إطار واحد لأن هذا صعب، وهذا الاختلاف قد يكون اختلاف تنوع .. وبالتالي، قد يكون إيجابيا إذا قَلَّلنا عوامل التشرذم والتداخل والتناقض بين وحداته المختلفة، ونحن نؤمن بالتكامل وبالشراكة مع المؤسسات الإسلامية الموجودة على الساحة وتعاملنا معها ينطلق أولا من فهمنا لطبيعة أداء هذه المؤسسات وطبيعة أدائنا نحن وموقعنا من الساحة الإسلامية، وإذا كنا ندَّعي فهما، فالفهم يدعونا إلى بسط اليد للآخر ومحاولة إيجاد المساحات المشتركة القادرة على بناء حالة من التفاوض والتعامل معه، ونزعم أننا نمارس هذا بشكل مقبول لا ندعي أننا وصلنا إلى حالة نجاح كبيرة، لكن نحن في الطريق إلى هذا، ونحن نسعى للوصول إلى أجندة حول العمل مع القوى الإسلامية الجادة الموجودة على الساحة الأوروبية، وقد بدأنا العمل بها، وذلك لإيجاد مظلة تجمع المسلمين في كل أوروبا وتهتم بقضايا المسلمين الكبرى والمشتركة حتى لو اختلف في التفاصيل.

هل يقتصر دور الاتحاد على المؤسسات الإسلامية، أم له نشاطات أخرى في مؤسسات غير إسلامية وما نوعية هذه النشاطات ..؟.
ربما أختزل الإجابة، إذا قلت لا ليس العمل الإسلامي فقط، لكني أريد أن أفصِّل في هذه النقطة قليلا، فأقول إن العمل الإسلامي الذي نفهمه نحن في مدرسة الاتحاد هو كل عمل يمكن أن يضيف به المسلمون جديدا إلى الواقع الذي يعيشون فيه، وبالتالي، اختزال كلمة العمل الإسلامي أو مفهومنا للعمل الإسلامي في أنه هو العمل للشعائر والذبح الحلال وإنشاء المراكز و..و..و.. إلى آخره، هو اختزال مُخِلٌّ بفهمنا للإسلام، وإنما الإسلام الذي نفهمه فيه هذا الجزء الحفاظ على المسلمين وكل ما يمَكنهم من القيام بشعائر دينهم بشكل حر ومريح .. لكن، قبل ذلك كله الهدف هو أن يشكل هؤلاء المسلمون الذين وفدوا إلى هذه البلاد أو الذين نشؤوا فيها إضافة إلى المجتمع الذي يعيشون فيه وليس خصما منه، وتحت هذا العنوان، يدخل التعامل مع المؤسسات الغير إسلامية، يدخل الإسهام الحضاري الذي يمكن أن يقوم به المسلمون في محيطهم، يدخل التعامل مع المخالفين، يدخل التعامل مع الأنظمة السياسية مع الأحزاب مع النخب مع المثقفين إلى آخره، وهذه كلها نعتبرها من أدوات تحقيق العمل الإسلامي الذي ننشده، وهو عمل إسلامي في جوهره إنساني في طابعه.

أين هو اتحاد المنظمات الإسلامية من هموم الجالية الإسلامية في الغرب باختلاف مستوياتها ..؟
نجيب على السؤال من وجهتي نظر مختلفتين، من وجهة نظرنا نحن نعتبر أنفسنا في قلب هموم الجالية المسلمة، معناها أننا جزء من هذه الجالية الكبيرة ولا ننظر إليها من برج عاجي، فنحن في القلب، لأننا موجودون في وسط الجالية، في مناطق المسلمين، في تجمعاتهم وفي مراكزهم التي أنشئناها، أو تلك التي ننشط فيها، وأجندتنا تبدأ من حيث تبدأ اهتمامات المسلم في الغرب، وليست مطروحة من مكان آخر تريد أن تنزل “بالباراشوط” على المسلمين لكي تقودهم في اتجاه ما، فنحن انعكاس للواقع الإسلامي الأوروبي، وكل رؤانا وخططنا واستراتيجياتنا تنبع من هذا الواقع.
أما وجهة النظر الأخرى، فتتكلم عن جالية إسلامية بعشرات الملايين، بل ما يزيد على 55 مليون مسلم في شرق وغرب أوروبا، لهذا لا يمكن أن نقول أن منظمات الإتحاد في القلب لا هو ولا غيرها، لأن المجهودات المبذولة من اتحاد المنظمات وغيرها مازالت قاصرة وضعيفة جدا عن أن تلبي الحاجة الحقيقية لهذه الأعداد الكبيرة من المسلمين في الغرب .. وبالتالي، حينما ننظر من الداخل لأنفسنا نجدنا في قلب هموم الجالية، أما حين ننظر للساحة المترامية والتحديات التي تواجه المسلمين ندرك أنه مازالت أمامنا والمسلمين أشواطا طويلة جدا حتى نصل إلى المرتبة التي نستطيع من خلالها أن نؤثر في هذه الجموع من المسلمين أو نشارك في التأليف بينها بالتعاون مع الآخرين لكي نكون مرآة صادقة لحقيقة الإسلام الناصعة في هذه المجتمعات الأوروبية التي نعيش فيها.

هناك اتهامات توجه للتجمع مفادها أنه يتعامل مع النخب ومع شريحة معينة من الجالية ويتجاهل العوام ..؟.
يجب أن نعرف أن الاتحاد ليس هو إدارة الاتحاد، بمعنى لا يجب أن نختزل منظومة الاتحاد في قيادة الاتحاد المركزية التي تقيم برنامج هنا أو دورة هناك، وإنما الاتحاد هو مؤسسات ووحدات، كما أن هذه المدرسة الوسطية الإسلامية مادتها هو الشخص، هو الفرد، وليس هو المركز أو المؤسسة أو المظلة الكبرى .. لذا، فنحن نعتبر إتحاد المنظمات الإسلامية هو المؤسسة الإسلامية الصغيرة، وهو المسجد وهو المركز الشبابي الموجود في المدينة أو في القرية الذي يقوم بهذا الدور بالأساس، لكن البرامج التي نقيمها نحن مركزيا إنما هي عبارة عن نماذج ناجحة نسعى إلى إبرازها حتى يمكن تسويقها لمؤسساتنا أو لأفرادنا أو استنساخها على عدة مستويات، أو أننا ندخر لأنفسنا إعداد الرواحل التي يمكن أن تقوم بحمل هذه المسؤولية على مستوى مركزي أوروبي، وهذه مسألة منطقية، أقصد من حيث الواقع والاقتصاد والنفقات وغير ذلك، لكن ليس معنى أننا نقوم بأدوار مع نخب معينة، أننا نختزل العمل الإسلامي في هذه النخب، إنما نقوم بإعداد هذه النخب لتقوم بالأدوار مع المستويات الأخرى الموجودة والدور الفعلي الذي تفضلتِ وسألتِ عنه هو الذي تقوم به مؤسساتنا ومراكزنا وأفرادنا في كل مدينة تقريبا في جميع أنحاء أوروبا.

أطلق إتحاد المنظمات الإسلامية في أوربا حملة الأسرة المسلمة لسنة 2009، هلا حدثنا باختصار عن بعض تفاصيلها ..؟.
بداية، الأسرة هي لبنة البناء الاجتماعي، وهي محضن الإنسان الأول والأهمّ .. وُلدت فكرةُ الحملة من صميم الواقع ومن عُمق الظروف التي يعيشها مسلمو أوروبا بخاصة، ومن فيض الملابسات التي تخالج المجتمعات الأوروبية بعامّة.
جاءت هذه الحملةُ أيضاً أمام المؤشرات الكثيرة والتي تتحدّث عن تفاقم التفكك الأسري وازدياد حالات الطلاق، وفتور التواصل داخل الأسر، وتراجع حيوية العلاقات الإنسانية .. لهذا، كان لا بدّ من التوجه إلى تعزيز الأسرة، ودعمها، وتشجيعها على النجاح والتماسك، وتفعيل دورها في العطاء والنجاح.
وإذا كانت الأسرة تواجه تحديات متزايدة في ظل تسارع المتغيِّرات في حياة الناس؛ فلا غنى عن العناية بها وتدعيمها، خاصة وأنّ الأسرة تبقى موئلاً للإنسان ومحضناً أساسياً له.
كانت هذه بعض النقط التي دفعت باتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا وبمشاركة عدد كبير من المؤسسات والمنظمات الإسلامية إلى تنظيم حملة أوروبية واسعة النطاق تهتم بشأن الأسرة المسلمة بأوروبا طوال عامٍ كامل 2009 م، واتخذت لها شعار “أسرة مستقرة خدمة للمجتمعات الأوروبية”، وهو ما كان بحمد الله وفضله، وانطلقت الحملة في الأقطار الأوروبية بعد وجود شركاء من خارج أوروبا وداخلها فكانت الشراكة مع فضائيات عربية وأكبر موقعين إسلاميين على شبكة الانترنت، الإسلام اليوم وإسلام اون لاين – آنذاك – ووزارة أوقاف ومؤسسات كبرى مهتمة بمجال الأسرة، وعلى مستوى الشخصيات الإسلامية الهامة فقد كان من رعاة الحملة والمباركين لها فضيلة العلامة الشيخ د. يوسف القرضاوي – فضيلة الشيخ سلمان العودة – فضيلة د. راغب السرجاني وغيرهم من الشخصيات الإسلامية.
وتهدف الحملة إلى تحقيق الاستقرار للأسرة المسلمة في أوروبا ومد يد العون لأي فرد من أفراد الأسرة، سواء الآباء أو الأمهات أو الأبناء. لأن الأسرة المستقرة ستساهم بشكل إيجابي في مجتمعها .. وفي هذا الإطار، تمت دورات تكوينية لإيجاد وسطاء لحل المشاكل الأسرية، وكذا زيادة الوعي بالاهتمام بشأن الأسرة، خصوصا في المراكز الإسلامية والمساجد بشكل أكبر بالإضافة إلى إنشاء صفحات على الشبكة الإلكترونية.

وماذا بعد هذه الحملة ..؟.
عرفت الحملة بفضل الله نجاحا باهرا، والسبب في ذلك يرجع فضله أولا لله سبحانه وتعالى، ثانيا لكل من تبنى فكرة هذه الحملة وسعى لتحقيقها من مؤسساتٌ واتحادات، مراكزُ ومساجد، علماء وأئمّة، خبراء وإعلاميون، محاضرون ومدرِّبون؛ أمّهاتٌ وآباء؛ كلّ من موقعه وحسب وسعه.
فقد تُوِّجت هذه الحملة بنهوض مؤسسة إسلامية أوروبيّة متخصِّصة بالأسرة وشؤونها، هي الأولى في ميدانها، تسهر على هذه الشواغل بصفة مستمرّة ومعمّقة، ويؤمل لها أن تساهم في العبور بالكيان الأسري وبالأجيال المسلمة الجديدة إلى مستقبل أفضل بإذن الله.

هل من كلمة أخيرة ..؟.
أشكر هذه الدعوة الكريمة للقاء، وأتمنى أن يصل المسلمون إلى درجة من الوعي تمكنهم من معرفة أولا حقيقة الإسلام العظيم، الذي نحمله بين جوانحنا، فكثيرا من الأحيان يحمل الإنسان كنوزا ولا يدرك قيمتها الحقيقية، ثم ثانيا ما موقع هذا الكنز الذي نحمله من الواقع الذي نعيش فيه ..؟ كيف تتم هذه الوصلة بين ما نحمله من قيمة وبين أن نمارس ذلك لنوصل هذه الرسالة وهذه القضية التي نعتقد أننا مستخلفين فيها، وأنا لا أقصد اتحادات ولا رؤساء .. وإنما أقصد كل فرد بينه وبين الله سبحانه وتعالى، وفي هذا نحتاج أن نعود إلى معاني الدين الأصلية الصافية، هذه الأمور كلها عبادة، نحن فهمناها من الإسلام وهكذا نمارس ديننا .. وهذه دعوة مني لكل من يقرأ صفحاتكم المباركة بأن نعود دائما للتمسك بهويتنا الأصيلة، ثم أن ندرك حجمنا وحجم التحديات التي نواجهها لكي نحقق رسالتنا، ونكون سفراء لهذا الدين العظيم والتعريف به في هذه الدول التي احتوتنا احتواء طيبا .
نتقدم بدورنا في “المستقلة بريس” بالشكر الجزيل للدكتور د. أيمن على هذا الحوار الثري، ونسأل الله له ولكل العاملين على دعم الإسلام والمسلمين التوفيق والسداد وأن يتقبل الله منهم صالح الأعمال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق