للمستقلة رأي

الراحل علي سالم أو الشغب الصحفي والمسرحي الذي لم يوقفه تقدم السن ..!

ALI SALEM

أحسن الصحفي جابر الأرموطي، حينما استضاف الكاتب الصحفي والمؤلف المسرحي المرحوم علي سالم قبل وفاته في برنامجه “مانشيت” ورغم ظروفه الصحية التي لم تكن تسمح له بذلك، وتقدمه في السن استطاع كاتبنا المشاغب في الصحافة والمسرح أن يقنع منشط البرنامج بإجاباته البليغة عن جميع الأسئلة التي طرحت، سواء السياسية منها أو الاقتصادية أو الثقافية عن التحول السياسي الجديد في مصر والأداء الحكومي ومستقبل مصر ما بعد ثورة 30 يونيو 2012، وعلاقة مصر بالتحولات الجهوية والمطلوب منها اتجاه تطلعات شعوب المنطقة، والعلاقة مع إسرائيل وقضية التطبيع ومستقبل السلام في المنطقة، وحكم الإخوان وعنف الإرهاب الجهادي والقاعدي والداعشي.

ما وجدناه في جريدة “المستقلة بريس” في حلقة الحوار مع مفكرنا الطاعن في السن علي سالم، هو استمراره في التحدي والشغب في المقالات التي يكتبها “للمصري اليوم” و”الشرق الأوسط” ويقظة الضمير الإنساني المتمرد على التقليد والتقديس والتأليه، ومحاربته المستمرة لرموز النظام المباركي السابقة التي سرقت عرق المصريين، وهربت أموال فسادها إلى الخارج.

لا يستطيع المهتم بالشأن الثقافي والصحفي تجاهل الراحل علي سالم الذي لم يرفع قيد حياته الراية البيضاء لأحد، ولم يكتب لتلميع وترويج رموز التخلف والفساد والقهر في كل المنطقة العربية، وإلى لحظة هذا البرنامج الحواري معه كان لا زال في عنف الشباب الثوري الذي يتطلع إلى القطيعة مع كل من يضعون الفرامل والحواجز التي تمنع مصر من التحرر والتطور والريادة في جغرافيتها الإفريقية والعربية والأسيوية والمتوسطية، وهذا هو سلوك المثقف العصامي الذي يحترم نفسه وموقعه ولا يغامر بتاريخه ورصيده النضالي، كما يفعل اليوم المحترفون في النصب على العقول والتهريج الثقافي والإعلامي والسياسي.

هكذا كان علي سالم قبل رحيله الذي لم يؤثر فيه تقدم السن ومضاعفات المرض رغم عدم إنصافه من قبل من يديرون الشأن الثقافي والإعلامي والسياسي في مصر، وتلك هي ضريبة الوفاء للوطن وللاختيار التحرري والثوري بالنسبة للمثقف الملتزم والمندمج في محيطه الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والثقافي، وسيظل علي سالم بعد رحيله بالنسبة لمن يعرفونه عن قرب منارة حية ومضيئة في هذا الزمن العربي الأغبر الذي يتصدره سدنة الثقافة والسياسة والإعلام المعلبة والمأجورة، وسنحتفظ في النقابة المستقلة للصحافيين المغاربة له ولغيره من الشموع التي لازالت رغم المنفى الإرادي الذي تعيش فيه كل مشاعر الحب والشكر لما تقدمه للمجتمع العربي والإسلامي والعالم ثالثي من تصورات واقتراحات واجتهادات وانتقادات جادة وبناءة وثورية باستمرار، ودعاؤنا لفقيدنا العزيز بالرحمة والمغفرة ولذويه بجميل الصبر والسلوان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق